ويل لك أيتها الأرض إذا كان ملكك ولدا و رؤساؤك يأكلون فى الصباح . طوبى لك أيتها
الأرض إذا كان ملكك إبن شرفاء و رؤساءك يأكلون فى الوقت للقوه لا للسكر."
أحبائى الخدام و القاده هذه الآيه تحمل لنا رساله لكل الخدام و القاده فى مواقع
الخدمة التى تؤثر على نفوس فى الأرض .
هناك ثلاث إتجاهات تتحدث فيهم هذه الآيات :
1- هناك مقارنة بين الملك " الولد " و الملك " إبن الشرفاء "
كلمه ولد فى اللغه العبريه تعنى : عبد و تأتى من أصل كلمه تعنى " الإهتزاز "
هذه الآيه تتحدث عن ضعف , عبوديه داخليه , إهتزاز و عدم ثبات
ما أخطر أن يكون الخادم داخليا يحمل نفسيه الولد . الولد هنا تعنى نفسيه ضعيفه
ملآنه من عدم القدره و الثبات . الولد أيضا تعنى عدم القدره على التحكم فى الدوافع
أو الرغبات و ردود الفعل.
من أقوى المواجهات التى تواجهنا كخدام للرب هو نفسيتنا الداخليه . "قال أحد الخدام
: لقد قابلت العدو . إنه أنا ".
الرب يخلق قاده و خدام من نوعيه جديده قويه لبلادنا . مشيئه الرب أبطال مثل أبطال
داود . يقفون فى وسط الحقول و قد لصقت يدهم بالسيف ليقفوا و يخلصوا النفوس (2صم 23
: 10)
نعم هناك لنا مكان فى العهد الإلهى نتغير فيه من الصورة الضعيفه الداخليه إلى صوره
أبطال داود . لقد جاء لداود فى مغاره عدّلام كل متضايق , مديون و مر النفس لكن من
خلال الشركه مع داود تغيروا إلى أبطال . نعم هذا ما يحدث فى الشركه القويه الشخصيه
مع الله .
يمكنك أن تقارن أبطال داود مع شاول الملك الذى كان ملآن من صغر النفس أو مع يربعام
فى 2أخ 13: 7
شهاده الرب يسوع عن يوحنا المعمدان شهاده عن نوعيه القاده التى نتحدث عنهم : لم يكن
يوحنا المعمدان قصبه تحركها الريح ، لا يسكن القصور و يبحث عن نفسه أو راحته لكنه
يتحرك بقوه و سلطان الشخصيه الداخليه و الدعوة على حياته .
2- تمييز الوقت :
الصفه الأخرى التى تتحدث عنها هذه الآيات أنهم يأكلون فى الصباح . الصباح هو وقت
الإستيقاظ و العمل فى الكتاب المقدس ( أر 21: 12 )
الخادم يحتاج إلى تمييز الوقت . ماذا يفعل فى الزمن ؟ فى الكتاب المقدس هناك أنواع
من الأزمنه : أزمنه إفتقاد . أزمنه خروج للحرب . أزمنه إختباء . لأن لكل شئ تحت
السماء وقت . لذلك تقول الآيه أن القاده العظام " يأكلون فى الوقت " . هناك تمييز
للوقت فى حياه الخدام .
أفس 5: 15 ، 16 " فإنظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت
لأن الأيام شريره "
لنطلب من الرب هذه الدقه الروحيه فى داخلنا لكى نكون حيث يكون هو فى الوقت الذى
يختاره هو . يو 12: 26
3- رؤيه لمقاصد الله فى كل ما يفعلونه
" يأكلون فى الوقت للقوه لا للسكر " هناك وضوح لمقاصد أفعالهم . ليس هناك خلط أو
عدم تحكم فى الذات أو الشهوات . ما يحكم تصرفاتهم هو القصد من الأفعال.
هذا ما تحدث عنه الرسول بولس فى 2 تيمو 1: 8 – 9 حيث يتحدث مع تيموثاؤس عن القصد
الإلهى الذى يعطى معنى لكل ما يمر به كخادم .
مقاصد الله فى حياتنا تتحكم فى تصرفاتنا و تعطى قياده لنا تمنعنا من الخروج من
الخطه الألهيه على حايتنا . ما أعظم أن نعيش و نحن نرى قصد الله فى حياتنا .
" لذلك بالأكثر إجتهدوا أيها الأخوة أن تجعلوا دعوتكمن و إختياركم ثابتين . لأنكم
إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبدا " 2بط 1: 10