الكنيسة القبطية جعلها الله على الدوام زاخرة بالقديسين .. ففي جيلنا الحالي الذي يتعاظم فيه الشر وتطغى المادة على كل شئ نجد الكنيسة مزدانة بالقديسين بل غنية بهم ومن بينهم عمالقة أفذاذ .. وهذه سيرة أحدهم تذكرنا بأولئك القديسين العظماء الذين نقرأ عنهم ونظن أنهم تاريخ انطوت صفحاته .. ولكن ها هم حولنا يشفعون فينا ويحولون قلوبنا إلى الإيمان ... سيرة اليوم عن :
*** القديس الراهب يسطس الانطونى ***
+ ولد هذا القديس الطوباوى البار فى سنة 1910 بقرية زرابى الدير المحرق بمركز القوصية بمحافظة أسيوط لأبوين تقيين بسيطي الحال ولم تذكر لنا المراجع الكنسية شيئا عن طفولته وشبابه سوى انه كان يعمل ترزيا مع والده وانه تعلم اللغة القبطية وأجادها من مرتل كنيسته .. ثم رسم شماسا وكان صوته جميلا ... ولما اشتد عوده اشتاق للسيرة الملائكية فترك العالم ومضى إلى دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر وبقى هناك لمدة سنتين تحت الاختبار ثم توجه إلى دير ابى الرهبان الأنبا أنطونيوس ورسم راهبا فى نوفمبر سنة 1941باسم الراهب يسطس الأنطوني لتبدأ رحلة جهاده المباركة وليزدان بنعمة الرهبنة ..
+ كان هذا القديس خير مثال للرهبان الأوائل فى بساطته وتواضعه وقناعته فى كل شئ .. ليس من السهل أن تقترب منه ما لم تكن قد عرفته من قبل واختبرت قوته .. لأن مظهره لن يشجعك ، فملبسه عبارة عن جلباب قديم من ذلك النوع الذي قيل عنه فى بستان الرهبان انه لو ألقى على الأرض لمدة يومين فلن يرفعه احد من على الأرض .. لا تعرف لون هذا الجلباب إن كان اسودا أو اخضرا . وكان لا يغسل هذا الجلباب بل كان يغطس فى الخزان الخاص بري الزرع ثم يخرج ويقف فى الشمس إلى أن تجف ملابسه .. وحذاؤه – إن كان يلبس حذاء – ممزق ، وطاقيته لا يمكن ان تميز لها لونا . هذا الملبس هو ما يستر به جسده على مدار العام وفى الشتاء يضع بطانية على كتفه يأنف أفقر الناس أن يبقيها فى بيته ..
وكان طعامه من الردة والملوخية الجافة والبصل .. يأكل وجبة واحدة طوال اليوم بعد مغيب الشمس ولم تراه الشمس آكلا .. اما نصيبه من اللحم فكان يوزعه على القطط التى كانت تحرس قلايته التى كانت دائما مفتوحة وليس بها شئ ..
وكان ينام جالسا مستندا على حائط او على جزع شجرة وكان لا ينام في قلايته بل كان دائما يبقى ساهرا يتجول داخل الدير كأنه ينتظر مجيء سيده فى أية لحظة ..
فى بداية حياته الرهبانية عندما كانت تحاربه الأفكار الشريرة كان يظل ساهرا مصليا الصلاة الربانية مرات عديدة بصوت عالٍ ولا يكف عن ذلك حتى تهرب الأفكار حتى ان ظل على هذا الحال ساعات طويلة وكان يصلى راكعا فإذا نام كان ينام راكعا أيضا حتى يحرم جسده من الراحة ويجعله يظل متيقظا ..
* كان حبه للكنيسة يفوق كل وصف فعندما يدق جرس التسبحة يكون هو أول الداخلين لها .. وما كان يود ان يبارح الكنيسة فكانوا يرغمونه على مغادرتها بالقوة فى أحيان كثيرة .. ومرة جاءت رحلة للدير وتوجه أفرادها جميعا للكنيسة ماعدا شخص واحد ذهب لنوال بركة ابونا يسطس قبل ان يزاحمه احد ولكن القديس رفض تماما ان يسلم عليه قبل ان يذهب هذا الشخص إلى الكنيسة وعندما قال له أنه مزدحمة أجاب القديس ( كفاية لمحة ) أي يكفى نظرة إلى بيت الله فهي بركة عظيمة ..
+ كان للقديس سؤال اشتهر به جدا وكان دائما ما يلقيه على كل من يلاقيه فكان يسأله (( الساعة كام دلوقتي ؟ )) وكان سؤاله كأنه يحث الناس للاستعداد للملكوت وكأنه ينبههم ان الوقت مقصر .. حتى اصبح هذا السؤال هو أبلغ عظة من هذا الراهب الفقير البسيط الصامت ..
+ ذهب مرة إلى قلاية احد الآباء الرهبان بعد منتصف الليل وأخذ يقرع باب قلايته فلما فتح سأله القديس ( الساعة كام دلوقتى ؟ ) فتضايق هذا الأب جدا وصاح فى وجهه قائلا : انت بتصحينى دلوقتى عشان تسألني الساعة كام .. هو ده وقته يا ابونا.. ساعة ايه دلوقتى ؟ فأنصرف القديس فى صمت وعند عودة الأب الراهب إلى فراشه فوجئ بوجود عقرب على الفراش ، وهنا تيقن ان ابونا يسطس رجل مكشوف العينين ومنكر لذاته ايضا .. لأنه لو ايقظه ونبهه إلى وجود العقرب لعرف أنه قديس ومدحه لكن ابونا يسطس – هروب من الكرامة سلك طريقا لحقه فيه الازدراء والإهانة ..
* ومن الوقائع الأخرى التي تدل على اتضاعه البالغ أنه ذات مرة كان في الكنيسة وكان بعض الاباء الرهبان يريدون أن يخرجوه خارجها فدفعوه بالقوة لدرجة أنه سقط على الأرض .. وكان أحد الآباء غير راضيا عن هذا الموقف فغضب من الرهبان وأنصرف إلى قلايته متضايقا .. وبعد قليل جاءه أبونا يسطس وقال له : إنني قد وقعت لأن رجلى تعثرت بالحصير المفروش على الأرض ولم يدفعني أحد وهكذا أراد أبونا القديس يسطس أن لا يجعل هذا الأب يدين إخوته الرهبان على تصرفهم مع القديس ..
* ومن مظاهر انكاره لذاته ايضا انه كان يرفض أن يلتقط له اى شخص الصور الفوتوغرافية وإذا حاول احدهم ان يفعل هذا دون رضاه فكان يكفي ان يرفع يده معترضا ، ومعنى ذلك أنه عند تحميض الفيلم أنه سيجد تلك الصورة ممسوحة بينما الصورتان السابقة واللاحقة لهذه الصورة سليمتان ..
واذا انحنى أي انسان ليقبل يده كان لابد أن ينحني هو ايضا ويقبل يده وإذا ركع ليصنع أمامه مطانية كان يركع هو بالمثل .
وكانت قلايته تنطق بمدى زهد هذا الراهب القديس فهي مبنية من الطين وسقفها من الجريد وتتكون من حجرتين متداخلتين ، وكان يمكن لأي انسان أن يدخلها لأنها بلا أبواب ولا نوافذ .. لا تجد فيها مرتبة أو وسادة بل كل ما هناك حصيرة قديمة ودلو للماء ، وكل شئ موضوع على الأرض حتى الطعام .. حتى أن من يدخلها يظن انها مكان مهجور .. وكان القديس لا يحتفظ معه بأي نقود بل كان دائما يودع لدى رئيس الدير أي مبلغ يصل إليه ..
ولكن الله ... يرفع المتضعيـن ..
الأمثلة القادمة تُظهر لنا كيف أن الله كاشف القلوب والكلى قد أظهر قداسة هذا الأب البار المتضع الذي لم يشاء أن يمدحه الناس فكرمه إلهه أمامهم :
* تقول أم فاضلة رئيسة احد أديرة الراهبات إنها فى إحدى زياراتها لدير الأنبا أنطونيوس استيقظت ليلا لحضور التسبحة وبينما هي في طريقها للكنيسة رأت نورا قويا ينبعث من قلاية أبونا يسطس فدخلت لتنظر هل هو موجود بها أم لا .. فوجدته هو نفسه مضيئا بنور عجيب فخافت جدا وخرجت مسرعة ... وبعد قليل رأته فى الكنيسة فأسرعت إلى قلايته فلم تجد النور الذي شاهدته من قبل فقالت : حقا أن الله يرفع المتضعين .. وحقا هم نور العالم ..
+ زارت الدير يوما إحدى الرحلات وكانت بها إحدى الفتيات التي سمعت عن القديس وبحثت عنه .. فلما رأته اشمأزت من منظره !! وأشاحت بوجهها عنه لأنها لم تحتمل النظر إلى ملابسه الرثة .. ولكن بعد قليل شاهدت هذه الفتاة القديس في الكنيسة ولكن بمنظر مختلف جدا إذ قد رأته في حلة بهية فصاحت دون وعى : ( الله .. ريحة بخور .. ريحة بخور .. أبونا شكله حلو ) وليس من شك أنها شاهدته في بهاء روحي واشتمت رائحة بخور تختلف عن رائحة البخور المستخدم في الكنيسة ... فأسرعت بعد صلاة العشية لتعترف له بخطئها ، ففر منها ولم تعثر عليه بعد ذلك .. ولم تتأثر الفتاة وحدها بل تأثر أفراد الرحلة جميعا ومجدوا الله في قديسيه ..
* دخل أحد جنود الثكنات القريبة من الدير ليملأ ماء من عين الدير وفي طريقه للعين رأى ابونا يسطس فقال له : صباح الخير ، فرد أبونا التحية برفع يده بالتحية حيث أنه عازف عن الكلام .. ولكن طريقة الرد هذه لم تعجب الجندي فصاح قائلا : إيه الكبرياء ده .. رد يا أخي ده السلام بتاع ربنا .. وعندما وصل إلى عين الماء وجدها جافة تماما !!! وتعجب لأنه سمع إنها لا تنضب ابدا وإنها هكذا منذ قرون ، فتوجه إلى رئيس الدير مستفسرا ولم يصدقه رئيس الدير الذي يعلم أن العين لم ينضب ماءها منذ أيام الأنبا أنطونيوس ابدا فذهب إلى العين فوجدها جافة فتعجب هو الأخر أيضا وشعر أن هناك شيئا غير عادي ثم سأل الجندي عما فعل حتى يحدث هذا فأنكر الجندي صدور أي شئ منه وبعد قليل تذكر ما حدث من أبونا يسطس فقال :
أنا سلمت على الراهب ومردش عليا قلت له ماترد يا أخي السلام ده بتاع ربنا .. ذكر هذه الواقعة دون أن يتصور أن بينها وبين عدم تدفق الماء أي علاقة فقال له رئيس الدير : مش هو حياك بيده .. يبقى رد السلام وميصحش تعمل كدة معاه .. وطلب منه أن يعتذر لأبونا يسطس فذهب الجندي إلى أبونا واعتذر له بالفعل فأشار أبونا بيده علامة الرضا والسماح وذهب الجندي إلى عين الماء ليجد الماء يتدفق منها بغزارة ..
+ أراد احد العمال بالدير السخرية بالقديس قائلا : انه لا قديس ولا حاجة وقال لرفقائه انه سيجعلهم يروا بأنفسهم انه إنسان عادى .. فأخذ يتحين الفرصة حتى عثر على عقرب وجاء فى هدوء خلف أبونا يسطس ووضعه على جلبابه دون ان يشعر .. ولكن العقرب ظل لفترة طويلة دون حركة .. ورغم ذلك لم يتعظ العامل واستمر فى عناده فصاح لأبونا قائلا : اوعى العقربة يا أبونا .. فلم يهتز القديس او يجزع بل بقي هادئا مطمئنا وبدأ العقرب فى التحرك حتى وصل إلى عنقه فأمسك به وفركه بيده في هدوء وثقة وهو يقول ( وأعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب ) ..
اما العامل فلم تتركه السماء دون عقاب فبعد قليل لدغه عقرب وسرى السم في جسده ولم تفده الإسعافات التي أجريت له فقال له رفقاءه إن هذا بسبب ما فعله مع أبونا يسطس فأخذ يصرخ طالبا السماح من القديس فحضر إليه أبونا وصلى له ونصحه ألا يفعل هذا مرة أخرى . فنال الشفاء على الفور ..
* ذات مرة ركب قطارا ولم يكن معه أي نقود وعندما جاء الكمساري ليسأله عن التذاكر أجابه بأنه لا يمتلك أي نقود فأصر الكمساري على نزوله في أقرب محطة وأنزله بالقوة ونزل القديس في صمت .. وبعد نزوله من القطار لم يتحرك القطار من هذه المحطة رغم عدم وجود أعطال فيه واستدعوا جميع الفنيين القريبين لإصلاحه فوجدوا أنه ليس به اى شئ واستمر هذا الحال لمدة ساعتين واحتار الجميع في سبب وقوف القطار بهذه الطريقة فأشار بعض الراكبين للكمساري بأن يسمح لأبونا يسطس بالركوب مرة أخرى وما أن دخل القطار حتى دارت ماكيناته مرة أخرى تلقائيا وسط تعجب الجميع .. وقد نشرت الصحف هذا الخبر في ذلك الوقت بعنوان : راهب يوقف قطارا لمدة ساعتين ..
+إذا طلب أحد الزوار الإذن من أبونا يسطس لمغادرة الدير وقال له القديس أن ينتظر قليلا ولكنه لم ينفذ كلام القديس فلابد أن يحدث ما يعطله ، كأن لا يجد وسيلة انتقال أو تتعطل سيارته إلى أن يأذن له القديس بالانصراف فكان يجد ما يقله بسهولة .. وكان عندما تتعطل سيارة أحد الزوار في الدير فأنه يذهب إلى ابونا يسطس فكان يقول : خلاص .. خلاص .. يلا إمشي .. إمشي فكانت السيارة تتحرك ..
شفافيته الروحية : كان للقديس أبونا يسطس شفافية روحية عالية فكان يعلم أمورا مستقبلية وأمورا مخفية ..
* حدث ذات مرة أن اثنين من الآباء الرهبان كانا يتحدثان عن أبونا يسطس وهل وصل لدرجة السياحة أم لا فقال احدهما انه يعتقد أن أبونا يسطس وصل لدرجة السياحة لأنه دائما صامتا هادئ .. وبعد قليل جاء أبونا يسطس وقال لهما : اللى وازن القلوب الله وحده .. انتم قاعدين تقولوا ده ايه وده ايه .. ربنا هو اللى عارف كل حاجة ..
+ روت الأم رئيسة دير الراهبات بأنها كانت فى دير الأنبا انطونيوس وفكرت فى الذهاب إلى دير الأنبا بولا ففوجئت بأبونا يسطس يقول لها : بلاش تروحوا النهاردة مفيش لزوم .. فتساءلت : ليه هو فيه حاجة هتحصل ؟ فأجابها القديس : الحاجة دي حصلت خلاص والرهبان هناك حزانى .. فاستبعدت الأم فكرة الذهاب لدير الأنبا بولا .. وبعد عدة ساعات وصل للدير خبر انتقال الأب الأسقف رئيس دير الأنبا بولا ...
* قال أحد المقربين للقديس انه شاهده مرة يحمل طعامه فقال لأحد الزوار الواقفين معه : أبونا يسطس ماشي والقطط ماشية وراه .. دلوقتى هيديهم الطبيخ واللحمة ولما أقترب أبونا يسطس منهم نظر إليه وقال : مالك ومال الناس .. ماتسيب كل واحد في حاله ..
++ كان رئيس دير الأنبا أنطونيوس قد نذر أن يقدم خروفا لرئيس الملائكة ميخائيل بسبب بعض الضيقات التي كانت تواجهه .. واشترى الخروف بالفعل وقد ميزه بعلامة حتى يستطيع التعرف عليه ووضعه مع باقي القطيع بحظيرة الدير ولم يكن أي شخص يعرف ذلك .. وفى تذكار نياحة الأنبا بولا اخذ سيارة الدير وقد وضع بها بعض المؤن من سكر ودقيق وخلافه ، واخذ خروفا لذبحه فى دير الأنبا بولا . وقبل أن يخرج من الدير فوجئ بأبونا يسطس يقف عند الباب معترضا طريق السيارة وهو يصيح – على غير عادته – : إنت مش أد الملاك .. إنت مش أد الملاك .. ارجع .. ارجع .. وكرر هذا القول عدة مرات فنزل من السيارة ليستطلع الأمر ولكن أبونا يسطس رفض الإفصاح عن أي شئ .. وهنا قال الرئيس : إذا لم اطع أبونا يسطس سوف يحدث لي ما لا يحمد عقباه .. لابد أن ارجع الآن ثم اعرف ماهى الحكاية .. وعاد إلى الحظيرة ليعيد الخروف .. وهنا ظهرت المفاجأة فقد كان هذا الخروف الذي بالسيارة هو الخروف الذي سيقدم لرئيس الملائكة فأندهش الأب الرئيس وتعجب كيف لم يلحظ العلامة التي وضعها بنفسه ليميز بها الخروف ، وكيف أن الملاك كشف الحقيقة لأبونا يسطس الذي لم يكن يعلم شيئا عن موضوع النذر .. وهنا عرف لماذا اعترضه أبونا يسطس .. فعاد وأخذ خروفا أخر وذهب ليحتفل بتذكار الأنبا بولا فى ديره فلم يعترضه أبونا يسطس هذه المرة ...
معجزاته : كل ما ذكر عن القديس أبونا يسطس يمكن ان يندرج تحت مسمى المعجزات ولكن نذكر هنا ايضا معجزات للشفاء حدثت ببركة صلوات هذا القديس الطاهر ..
1 - كان احد زوار الدير وهو من محافظة المنيا قد أصيب بسرطان فى الدم ووصل إلى حالة سيئة للغاية وكان لا يستطيع النوم من شدة الألم ، ولكنه فى لحظة استسلم للنوم ورأى فى حلم أبونا يسطس يعطيه بلحا وأكله .. فأستيقظ الرجل مسرورا وأعلم أفراد أسرته بالرؤيا ففرحوا ووثقوا بأن هذا بشير الشفاء وفعلا حدث ما توقعوه فقد تماثل الرجل للشفاء ببركة أبونا يسطس الأنطوني ..
2 - كان رئيس الدير يحتاج إلى عملية جراحية لإزالة ورم وكان في القاهرة فذهب إلى الدير قبل اجرائها لطلب بركة الأنبا أنطونيوس ، ورأه أبونا يسطس فأمسك به وصلى له وضغط على الورم فزال بعد قليل ولما عاد رئيس الدير إلى القاهرة وأجرى التحاليل اللازمة وجد أنه لا يحتاج لأجراء اية عمليات على الإطلاق ..
3 - حضرت إلى الدير سيدة وطلبت من ابونا يسطس أن يصلي من أجل أخيها المريض ، فرفض فظلت تلح عليه وفي النهاية أعطاها برتقالة دون أن ينطق بكلمة فأخذتها السيدة وأعطتها لشقيقها المريض فأكلها .. وبعد فترة من الزمن أتت تلك السيدة إلى الدير لتخبر الجميع بأن شقيقها المريض قد شفي من مرضه بعد أن أكل البرتقالة التي أخذتها من أبونا يسطس ...
+ * يضــــــــئ الأبـــــرار كالشمــــــــــــس * +
عندما مال النهار وجاءت الساعة التي ينتظرها أبونا يسطس ليسمع صوت فاديه يستدعيه إليه .. مرض عدة ساعات ووجده الرهبان نائما على الأرض امام قصر الضيافة بالدير فحملوه إلى حجرة من حجرات الدير وكانت درجة حرارته مرتفعة وفي هدوء الملائكة أسلم الروح .. وكان نائما على الأرض كأفقر الناس وكان هذا فى يوم 17 ديسمبر سنة 1976 وأقيمت الصلاة على جسده الطاهر فى كنيسة الأنبا أنطونيوس الأثرية بالدير ...
والحقيقة أنه لم يمت ... فيقول أحد الآباء رهبان الدير أنه رأى نورا ينبعث من المكان الذي دفن فيه جسد القديس ..
كما أن الجنود الذين كانوا يعسكرون فى منطقة قريبة من الدير شاهدوا نورا غير عادى ينبعث من الدير عدة ليال متوالية حتى ظنوا أنه هناك احتفالا غير عادى حتى أنهم كانوا يتساءلون : هو عندكم ايه الأيام دى .. وليه الدير منور بالليل ؟ ..
كما أنهم شاهدوا شخصا فى ملابس بيضاء ومعه كشاف مضئ يسير فوق السور فظنوا انه عدو فصوبوا إليه نيران بنادقهم ولما لم تصيبه توقفوا عن الضرب
وجاءوا إلى الدير صباحا مستفسرين عمن تسلق أسوار الدير وأخذ يتمشى عليها .. ومن الأوصاف التي قالوها عرف أباء الدير أنه القديس يسطس الأنطوني وكأنه يقول : إني لم أرحل عنكم .
صلاته تكون معنا أميـــــــــــــــــن